وَلَا استحسنها وَكَانَت من جملَة ذنُوبه عِنْد السُّلْطَان الَّتِي أوجبت عَزله عَن الدِّيوَان وَقَالَ مَا يصنع بِالدَّار من يتَوَقَّع الْمَوْت وَمَا خلقنَا إِلَّا لِلْعِبَادَةِ وَالسَّعْي للسعادة وَمَا جِئْنَا دمشق لنقيم وَمَا نروم أَن لَا نريم
قَالَ ثمَّ هم بالغزاة فَبَدَأَ بزيارة القَاضِي الْفَاضِل وَكَانَ مُقيما بجوسق ابْن الْفراش بالشرف الْأَعْلَى فِي بستانه فاستضاء بِرَأْيهِ فِيمَا يُرِيد فعله وَكَانَ لَا يَأْتِي أمرا إِلَّا من بَابه فَأَقَامَ عِنْده إِلَى الظّهْر ثمَّ ودعه ورحل
قلت وَمَا أحسن مَا قَالَ ابْن الذروي فِي الآراء الْفَاضِلِيَّةِ من قصيدة مدحه بهَا
(لرأيك هَذَا النَّصْر للدّين ينتمي ... فَلَا يَنْتَحِلهُ كل عضب ولهذم)
(وَإِن كَانَ فِيهِ للأسنة والظبى ... مساعدة فالفضل للمتقدم)
(تُشِير على الْإِسْلَام مِنْك فراسة ... لَهَا حزم طب واحتراز منجم)
(وتحميه أَلْفَاظ لديك كَأَنَّهَا ... قواطع بتر أَو نوافذ أسْهم)
(أَلا حبذا فتح نشرت لِوَاءُهُ ... وَقلت لخيل ألله يَا خيل أقدمي)
(وَقمت وَقد نَام الْأَنَام مناجيا ... لمولاي نج الْمُسلمين وَسلم)