وَكَانُوا يدفنون من أعلاقهم النفيسة وعددهم الْكَرِيمَة الرئيسة مَا يعجزون عَن نَقله وَلَا يخفون يثقله فاتخذوا لأسرارها من أضلاع تِلْكَ الشعاب وصدور تِلْكَ الوهاد والهضاب ضمائر لَا تبوح بهَا أبدا وَلَا تطلع على مكنونها ومدفونها أحدا
هَذَا وبحرهم عباب الموج هباب الفوج فَلَمَّا خلصوا بعد أشهر كَأَنَّهُمْ زخروا بموج سَبْعَة أبحر هَذَا وَقد نقص شطرهم وَانْقطع ظهْرهمْ لكِنهمْ عرضوا فِي سِتِّينَ ألف مدرع مدجج مقنع ذَلِك وَقد باد أَكثر راجلهم وترجل مُعظم أبطال باطلهم وَسَيَأْتِي بَاقِي أخبارهم
قلت وَمن قصيدة للحكيم أبي الْفضل الجلياني
(يَا منقذ الْقُدس من أَيدي جبابرة ... قد أَقْسمُوا بِذِرَاع الرب تدخله)
(فأكذبوا كذبهمْ فِي وصف رَبهم ... وَصدق الْوَعْد مَأْمُونا تحوله)
وَمِنْهَا
(أما رَأَيْت ابْن أَيُّوب اسْتَقل بِمَا ... يعيي الزَّمَان وأهليه تحمله)
(هاج الفرنج وَقد خاروا لفتكته ... فاستنفروا كل مرهوب تغلغله)
(لما سبى الْقُدس قَالُوا كَيفَ نتركها ... والرب فِي حُفْرَة مِنْهَا نمثله)
(فكم مليك لَهُم شقّ الْبحار سرى ... لينصر الْقَبْر والأقدارتخذله)