(أَيْن الَّذِي شرف الزَّمَان بفضله ... وسمت على الْفُضَلَاء تشريفاته)
(أَيْن الَّذِي عنت الفرنج لِبَأْسِهِ ... ذلا وَمِنْهَا أدْركْت ثاراته)
(أغلال أَعْنَاق العدى أسيافه ... أطواق أجياد الورى مناته)
(لم يجد تَدْبِير الطَّبِيب وَكم وَكم ... أَجدت لطب الدَّهْر تدبيراته)
(من فِي الْجِهَاد صفاحه مَا أغمدت ... بالنصر حَتَّى أغمدت صفحاته)
(من فِي صُدُور الْكفْر صدر قناته ... حَتَّى تَوَارَتْ بالصفيح قناته)
(لذا المتاعب فِي الْجِهَاد وَلم تكن ... مذ عَاشَ قطّ لذاته لذاته)
(مسعودة غدواته محمودة ... روحاته مَيْمُونَة ضحواته)
(فِي نصْرَة الْإِسْلَام يسهر دَائِما ... ليطول فِي روض الْجنان سباته)
(لَا تحسبوه مَاتَ شخص وَاحِد ... فممات كل الْعَالمين مماته)
(ملك عَن الْإِسْلَام كَانَ محاميا ... أبدا لماذا أسلمته حماته)
(قد أظلمت مذ غَابَ عَنْهَا دوره ... لما خلت من بدره داراته)
(دفن السماح فَلَيْسَ تنشر بَعْدَمَا ... أودى إِلَى يَوْم النشور رفاته)
(الدّين بعد أبي المظفر يُوسُف ... أقوت قواه وأقفرت ساحاته)
(جبل تضعضع من تضعضع رُكْنه ... أركاننا وتهدنا هداته)
(مَا كنت أعلم أَن طودا شامخا ... يهوي وَلَا تهوي بِنَا مهواته)
(مَا كنت أعلم أَن بحرا طاميا ... فِينَا يطم وتنتهي زخراته)