(كَانُوا وقوفا أمس تَحت ركابه ... وَالْيَوْم هم حول السرير مشاته)
(وممالك الْآفَاق ساعية لَهُ ... فَمَتَى تَجِيء بفتحهن سعاته)
(هذي مناشير الممالك تَقْتَضِي ... توقيعه فِيهَا فَأَيْنَ دواته)
(هذي الجيوش من الْبِلَاد تواصلت ... فعلام لَا تسمو لَهَا راياته)
(قد كَانَ وَعدك فِي الرّبيع بجمعها ... هَذَا الرّبيع وَقد دنا مِيقَاته)
(والجند فِي الدِّيوَان جدد عرضه ... وَإِذا أمرت تَجَدَّدَتْ نفقاته)
(والقدس طامحة إِلَيْك عيونه ... عجل فقد طمحت إِلَيْهِ عداته)
(والغرب منتظر طلوعك نَحوه ... حَتَّى تفيء إِلَى هداك بغاته)
(والشرق يَرْجُو غرب عزمك مَاضِيا ... فِي ملكه حَتَّى تطيع عصاته)
(مغرى بإسداء الْجَمِيل كَأَنَّمَا ... فرضت عَلَيْهِ كَالصَّلَاةِ صلَاته)
(هَل للملوك مضاؤه فِي موقف ... شدت على أعدائه شداته)
(وَإِذا الْمُلُوك سعوا وَقصر سَعْيهمْ ... رجحت وَقد نجحت بِهِ مسعاته)
(كم جَاءَهُ التَّوْفِيق فِي وقعاته ... من كَانَ بالتوفيق توقيعاته)
قَالَ بِخَط الْعِمَاد فِي حَاشِيَة ديوانه كَانَت علامته الْحَمد لله وَبِه توفيقي
(يَا رَاعيا للدّين حِين تمكنت ... مِنْهُ الذئاب وأسلمته رعاته)
(مَا كَانَ ضرك لَو أَقمت مراعيا ... دينا تولى مذ رحلت ولاته)
(أضجرت منا أم أنفت فَلم تكن ... مِمَّن تصاب لشدَّة ضجراته)
(أرضيت تَحت الأَرْض يَا من لم تزل ... فَوق السَّمَاء علية درجاته)
(فَارَقت ملكا غير بَاقٍ متعبا ... ووصلت ملكا بَاقِيا راحاته)