قلت ولجعفر ابْن شمس الْخلَافَة من قصيدة رثاء بهَا
(أَلَسْت ترى كَيفَ انبرى الْخطب ثائرا ... وَمد يدا مِنْهُ إِلَى دَافع الْخطب)
(إِلَى النَّاصِر الْملك الَّذِي ملئت بِهِ ... قُلُوب البرايا من رَجَاء وَمن رعب)
(كريم أَتَاهُ الْمَوْت ضيفا فَلم يكن ... لينزله إِلَّا على السهل والرحب)
(وَلَو خَابَ مِنْهُ قبل ذَلِك سَائل ... لخاب وَلَيْسَ الْبُخْل من شيم السحب)
(قضى فَقضى الْمَعْرُوف وانقرض الندى ... وحطت رحال الْوَفْد فِي الشرق والغرب)
(أَفَاضَ على الدُّنْيَا سِجَال نواله ... فَفَاضَتْ عَلَيْهِ أعين الْعَجم وَالْعرب)
(وَلَو أَنه يبكى على قدر حَقه ... أسَال دموع المزن من أعين الشهب)
(جزاه عَن الْإِسْلَام خيرا إلهه ... فَمَا كل عَنهُ من دفاع وَمن ذب)
(تَدَارُكه بعد ابتذال فقد غَدا ... وَكَانَ شَدِيد الْخَوْف فِي أمنع الْحجب)
(وَأصْبح للبيت الْمُقَدّس منقذا ... بأصلب عزم من مُقَارنَة الصلب)
(أذلّ لَهُ الله العدى مذ أطاعه ... وَسَهل مِنْهُم كل مُمْتَنع صَعب)
(فَفِي الْخلد عِنْد الله دَار مقره ... يمتع مِنْهُ بالجوار وبالقرب)
فصل فِي انقسام ممالكه بَين أَوْلَاده وَإِخْوَته وَبَعض مَا جرى بعد وَفَاته
قَالَ الْعِمَاد فِي كتاب الْبَرْق خلف السُّلْطَان سَبْعَة عشر ولدا