مَلَأت بهم ضرائحهم فأمسوا ... وَلَيْسَ سوى القشاعم من ضريح)
(وعدت إِلَى ذرا حلب حميدا ... سمو الْبَدْر من بعد الجنوح)
(فَإِن حَلِيَتْ بغرتك اللَّيَالِي ... فكم لِسَنَاك من زمن مليح)
(رويدك تسكن الهيجا فواقا ... بِحَيْثُ تريح من تَعب المريح)
(فَأَنت وَإِن أرحت الْخَيل وقتا ... فهمك غير هم المستريح)
وَقَالَ أَحْمد بن مُنِير يمدحه وَيذكر ظفره بالبرنس وَأَصْحَابه وَحمل رَأسه إِلَى حلب وانشده إِيَّاهَا أَيْضا بجسر الْحَدِيد
(أقوى الضلال واقفرت عرصاته ... وَعلا الْهدى وتبلجت قسماته)
(وانتاش دين مُحَمَّد محموده ... من بعد مَا عُلت دَمًا عبراته)
(ردَّتْ على الْإِسْلَام عصر شبابه ... وثباته من دونه وثباته)
(أرسى قَوَاعِده وَمد عماده ... صعدا وشيد سُورَة سوراته)
(وَأعَاد وَجه الْحق ابيض ناصعا ... إصلاته وَصلَاته وَصلَاته)
(لما تواكل حزبه وتخاذلت ... أنصاره وتقاصرت خطواته)
(رفعت لنُور الدّين نَار عَزِيمَة ... رجعت لَهَا عَن طبعها ظلماته)
(ملك مجَالِس لهوه شداته ... ومشوقة بَين الصُّفُوف شذاته)
(يغرى بحثحثة اليراع بنانه ... إِن لذ حثحثة الكؤوس لداته)
(ويروقه ثغر العدى قان دَمًا ... لَا الثغر يعبق فِي لماه لثاته)