(إِذا مَا صبا قلب الْمُحب إِلَى الصّبا ... ذكرت نسيما بالثغور مهُّبهُ)
(فيا نفحات الشَّام رفقا بمهجة ... يحامى عَلَيْهَا مدنف الْقلب صّبه)
(فَلَا تسألن الصب أَيْن فُؤَاده ... فَإِن فؤاد الْمَرْء مَعَ من يُحِبهُ)
(وَفِي شعب الأكوار من هُوَ عَالم ... غَدَاة استطار الْبَرْق من طَار لبه)
(يشيم ثغور المزن تهمى كَأَنَّهَا ... سنا بشر نور الدّين تنهل سُحبه)
(إِذا مَا سما فِي مُبهم الْخطب وَجهه ... تمزق عَن بدر الدُّجٌنَّة حُجبه)
(تولد بَين الْغَيْث وَاللَّيْث والتقى ... منافسه أَي الثَّلَاثَة تربه)
(يعد مضاء فِي الظبى لَا وضربه ... بهَا قلل الْأَعْدَاء مَا السَّيْف ضربه)
(مكين الحجا رَاض الزَّمَان بِنَفسِهِ ... إِلَى الْآن حَتَّى لَان وانقاد صعبه)
(حمى قبَّة الْإِسْلَام بِالْخَيْلِ فاغتدت ... واوتادها جرد الطعان وقبه)
(فكم هبوة أوقعن بالْكفْر تحتهَا ... فَمَا انقشعت إِلَّا وللذل جنبه)
(كَيَوْم الرها الورهاء والهام يَانِع ... ملي برعي الهندواني خصبه)
(وشهباء هاجتها وغى صرخدية ... ثناها وليل الْحَرْب تنقض شهبه)
(وعارم يَوْمًا بالعُريمة فاغتدت ... كوادي ثَمُود إِذْ رغا فِيهِ سقبه)
(وعاصى على العَاصِي بأرْعن خَاطب ... دم الْإِفْك حَتَّى أنكح النصل خطبه)
(بإنب لما أكسب المَال وانثنى ... بِصَاحِب أنطاكية وَهُوَ كَسبه)
(غَدَاة هوى شطرين للسيف رَأسه ... وللرمح حَتَّى توج الرَّأْس قلبه)
(على حِين للخطي فِيهِ عوامل ... يُعَاقِبهُ خفض الحسام ونصبه)
(وقائع محمودية النَّصْر لم يزل ... غَرِيبا بهَا عَن موطن السّيف غربه)
(يقوم مقَام الْجَيْش فِيهَا وعيده ... وَتفعل أَفعَال الْكَتَائِب كتبه)
(وَحين انتضته عَزمَة من قرَابَة ... مضى وَهُوَ نصل والممالك قربه)
(إِلَى أَن دَعَتْهُ رَبهَا كل بَلْدَة ... فَلَيْسَ من الْأَمْصَار مَا لَا يربه)