وَله من أُخْرَى
(وَمَا يَوْم الفرنجة مِنْك فذ ... فتحصر عدّهُ خطط الْحساب)
(أجاش الْأَرْبَعَاء لَهُم خميساً ... بعيد الْغَوْر ملتطم الْعباب)
(واحكم بالخطيم لَهُم خطاما ... أَمر بريمه مرّ الضراب)
(مَشوا متساندين إِلَى صَلِيب ... تبرقع هبوة الصمّ الصلاب)
(تُلفُّهم المنايا فِي الثنايا ... وتفجؤهم شَعوبُ من الشّعاب)
(أطاشت سهم كبشهم هناة ... فَكنت ذُبَاب طائشة الذّباب)
(حللت التّاج عَنهُ وَحل تاجا ... مَكَان العقد من عقد الكعاب)
(أناف على الْعقَاب فَكَانَ أشهى ... وأبهى مِنْهُ فِي ظلّ الْعقَاب)
(فاشرف وَهُوَ عَن شرف معوق ... واصعد وَهُوَ غَايَة الأنصباب)
(تكاشره الشوامت وَهُوَ مغض ... ثناه مناه عَن رَجَعَ الْجَواب)
(بَعيدا من قراع وافتراع ... يؤوب لَهُ إِلَى يَوْم المآب)
(وَكم سَوط بخيلك اقبلوه الصُّدُور ... فَكَانَ سَوْطًا من عَذَاب)
(تَركتهم بِأَرْض الشَّام شاما ... لِظُفٍر تتقيه أَو لِنَاب)
(هتكت حجابه وَالشَّمْس وسنى ... بشمس لَا توارى بالحجاب)
(بأبيض من حَبِيك الْهِنْد صافٍ ... مَصُون الْمَتْن مبتذل الذّباب)
(لَهُ سمة الشُّيُوخ صفاء شيب ... وَفِي خطراته نزق الشَّبَاب)
(ألاَ يَا نَاظر الدُّنْيَا بِعَين ... أرته علانها خدع السراب)
(تبطنها فطّلقَها ثَلَاثًا ... على عزّ التملق والخلاب)
(فَلَا يأوى إِلَى رأى شَعاعٍ ... وَلَا يثنى إِلَى أمل خراب)
(ترفع عَن محاورة الْأَمَانِي ... وَحلق عَن محاضرة التصابي)