وَكتب الصَّالح إِلَيْهِ أَيْضا
(قل لِابْنِ منقذ الَّذِي ... قد حَاز فِي الْفضل الكمالا)
(فَلذَلِك قد أضحى الْأَنَام ... على مكارمه عيالا)
(كم قد بعثنَا نَحْوك الْأَشْعَار ... مسرعة عجالا)
(وصددت عَنْهَا حِين رامت ... من محاسنك الوصالا)
(هلا بذلت لنا مقَالا ... حِين لم تبذل فعالا)
(مَعَ أننا نوليك صبرا ... فِي الْمَوَدَّة واحتمالا)
(ونبثك الْأَخْبَار إِن ... أضحت قصاراً أَو طوَالًا)
(سَارَتْ سرايانا لقصد ... الشَّام تعتسف الرمالا)
(تزجي إِلَى الْأَعْدَاء جرد ... الْخَيل أتباعا توالى)
(تمْضِي خفافا للمغار ... بهَا وتأتينا ثقالا)
(حَتَّى لقد رام الأعادي ... من دِيَارهمْ ارتحالا)
(وعَلى الوعيرة معشر ... لم يعهدوا فِيهَا القتالا)
(لما نأت عَمَّن يحف ... بهَا يَمِينا أَو شمالا)
(نهضت إِلَيْهَا خَيْلنَا ... من مصر تحْتَمل الرجالا)
(وَالْبيض لامعة وبيض ... الْهِنْد والاسل النهالا)
(فغدت كَانَ لم يعهدوا ... فِي أرْضهَا حَيا حَلَالا)
(هَذَا وَفِي تل العجول ... ملأن بالقتلى التلالا)