أَلا جددي يَا نفس وجدا وحسرة ... فَهَذَا فِرَاق بعده لَيْسَ نَلْتَقِي)
قَالَ فَلم يبْق بعْدهَا لَهُم اجْتِمَاع فِي مَسَرَّة وَقتل فِي شهر رَمَضَان
قلت ولعمارة اليمني وَلغيره فِي الصَّالح مدائح ومراث جليلة وَقد أثنى عَلَيْهِ كثيرا فِي = كتاب الوزراء الْمصْرِيّ = وَقَالَ لم يكن مجْلِس أنسه يَنْقَطِع إِلَّا بالمذاكرة فِي أَنْوَاع الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة والأدبية وَفِي مذاكرة وقائع الحروب مَعَ أُمَرَاء دولته
قَالَ وَكَانَ مرتاضا قد شم أَطْرَاف المعارف وتميز عَن أجلاف الْمُلُوك وَكَانَ شَاعِرًا يحب الْأَدَب وَأَهله يكرم جليسه ويبسط أنيسه وَلكنه كَانَ مفرط العصبية فِي مَذْهَب الإمامية وَكَانَ مرتاضا حصيفا قد لَقِي فِي ولَايَته فُقَهَاء السّنة وَسمع كَلَامهم
قَالَ وَدخلت عَلَيْهِ قبل أَن يَمُوت بِثَلَاث لَيَال وَفِي يَده قرطاس قد كتب فِيهِ بَيْتَيْنِ من شعره عملهما فِي تِلْكَ السَّاعَة وهما
(نَحن فِي غَفلَة ونوم وللموت ... عُيُون يقظانة لَا تنام)
(قد رحلنا إِلَى الْحمام سنينا ... لَيْت شعري مَتى يكون الْحمام)
قَالَ وَمن عَجِيب الِاتِّفَاق أَنِّي أنشدت ابْنه مجد الْإِسْلَام فِي دَار سعيد السُّعَدَاء ليله السَّادِس عشر من شهر رَمَضَان أَو السَّابِع عشر قصيدة أَقُول فِيهَا
(أَبوك الَّذِي تسطو اللَّيَالِي بحده ... وَأَنت يَمِين إِن سَطَا وشمال)
(لرتبته الْعُظْمَى وَإِن طَال عمره ... إِلَيْك مصير وَاجِب ومآل)
(تخالسك اللحظ المصون ودونها ... حجاب شرِيف لَا انْقَضى وحجال)