الْمخْرج مِمَّا قد دخلت فِيهِ
فَأَطْرَقَ سَاعَة وَقَالَ جَزَاك الله خيرا لَكِن الْأَمر قد عَبَر عَمَّا تخافه
ففارقته وسرت إِلَى الْحجاز وعدت من مَكَّة على طَرِيق الشَّام ونكب جمال الدّين وَمَات فِي الْحَبْس
قلت ولعلم الدّين الْحسن بن سعيد الشاتاني فِي هَذَا الْوَزير الْجواد لما نكب
(مَا حط قدرك من أوج الْعلَا الْقدر ... كلا وَلَا غيرت أفعالك الْغَيْر)
(أَنْت الَّذِي عَم أهل الأَرْض نائله ... وَلم ينل شأوه فِي سؤدد بشر)
(سَارَتْ صفاتك فِي الْآفَاق واتضحت ... وَصدق السّمع عَنْهَا مَا رأى الْبَصَر)
(فاصبر لصرف زمَان قد منيت بِهِ ... فآخر الصَّبْر يَا طود النُّهى الظفر)
(فَمَا ترى أحدا فِي الْخلق يسلم من ... صروف دهر لَهُ فِي أَهله غير)
(سعوا بقصدك سرا لَو استتب لَهُم ... وَلَو سعوا نَحوه جَهرا لما قدرُوا)
(لَوْلَا الْأَمَانِي الَّتِي تحيا النُّفُوس بهَا ... لمتّ من لوعة فِي الْقلب تستعر)
وَمِنْهَا فِي ذكر الشَّيْخ عمر الملاء
(واصدق النَّاس فِي حفظ العهود إِذا ... ميزت بالفكر أَحْوَال الورى عُمَر)
(الزاهدُ العابدُ البَرُّ التقي وَمن ... يزوره وَيُقَوِّي أزره الْخضر)