(وَهُوَ الَّذِي مَا زَالَ يفعل فِي العدى ... مَا لم يكن لِيُعَدَّ فِي الْإِمْكَان)
(قتل الْبُرْنُس وَمن عساه أَعَانَهُ ... لما عسا فِي الْبَغي والعدوان)
(وَأرى الْبَريَّة حِين عَاد بِرَأْسِهِ ... مُرَّ الجنى يَبْدُو على المران)
(وتعجبوا من زرقة فِي طرفه ... وَكَأن فَوق الرمْح نصلاً ثَانِي)
(عجبا لجود يَدَيْهِ إِذْ يَبْنِي الْعلَا ... والسيل يهدم ثَابت الْأَركان)
(قلدت أَعْنَاق الْبَريَّة كلهَا ... منناً تحمل ثقلهَا الثَّقَلَان)
(حَتَّى تساوى النَّاس فِيك وَأصْبح القاصي ... بِمَنْزِلَة الْقَرِيب الداني)
وَفِي هَذِه السّنة ذكر القَاضِي كَمَال الدّين بن الشَّهْرَزَوْرِي للسُّلْطَان نور الدّين رَحمَه الله تَعَالَى حَال الْعِمَاد الْكَاتِب وعرفه بِهِ وَعرض عَلَيْهِ قصيدة لَهُ فِي مدحه مطْلعهَا
(لَو حفظت يَوْم النَّوَى عهودها ... مَا مُطلت بوصلكم وعودها)
وَمِنْهَا
(وَإِنَّمَا يحمد عيشي بَلْدَة ... مَالِكهَا بعدله محمودها)
(مؤيد أُمُوره بعزمة ... من السَّمَوَات الْعلَا تأييدها)
(آثاره حميدة وَإِنَّمَا ... للمرء من آثاره حميدها)
(إِن الورى بحبه وبغضه ... يعرف من شقيها سعيدها)