سَبْعَة وَسِتِّينَ بِدِينَار وَأَشَارَ كل وَاحِد من الْحَاضِرين على نور الدّين أَن يضْرب الدِّينَار باسمه وَتَكون الْمُعَامَلَة بِالدَّنَانِيرِ الملكية وَتبطل الْقَرَاطِيس بِالْكُلِّيَّةِ
فَسكت سَاعَة وَقَالَ إِذا ضربت الدِّينَار وأبطلت الْمُعَامَلَة بالقراطيس فَكَأَنِّي خربَتْ بيُوت الرّعية فان كل وَاحِد من السوقة عِنْده عشرَة آلَاف وَعِشْرُونَ ألف قرطاس أيش يعْمل بِهِ فَيكون سَببا لخراب بَيته قَالَ فَأَي شَفَقَة تكون أعظم من هَذَا على الرّعية
قَالَ وَحضر صبي وَبكى عِنْد الْملك الْعَادِل وَذكر أَن أَبَاهُ مَحْبُوس على أُجْرَة حجرَة من حجر الْوَقْف
فَسَأَلَ عَن حَاله قَالُوا هَذَا الصَّبِي ابْن الشَّيْخ أَبى سعد الصُّوفِي وَهُوَ رجل زاهد قَاعد فِي حجرَة الْوَقْف وَلَيْسَ لَهُ قدرَة على الْأُجْرَة وَقد حَبسه وَكيل الْوَقْف لِأَنَّهُ اجْتمع عَلَيْهِ أُجْرَة سنة
قَالَ الْملك الْعَادِل كم أُجْرَة السّنة فَقَالُوا مئة وَخَمْسُونَ قرطاسا وَذكروا سيرته وطريقته وَفَقره
فرق لَهُ وأنعم عَلَيْهِ وَقَالَ نَحن نُعْطِيه كل سنة هَذَا الْقدر ليصرفه إِلَى الْأُجْرَة وَيقْعد فِيهَا
وَتقدم بذلك وبإخراجه من الْحَبْس فوصل إِلَى قلب كل وَاحِد من الْحَاضِرين الْفَرح حَتَّى كَأَن الإنعام كَانَ فِي حَقه
أخبرنَا افتخار الدّين عبد الْمطلب بن الْفضل بن عبد الْمطلب الْهَاشِمِي قَالَ كَانَ عِنْد القَاضِي تَاج الدّين عبد الغفور بن لُقْمَان الكردري قَاضِي حلب غُلَام قد جعله لمجلس الحكم يَدعِي سويداً يحضر