(جنِّبوني خطب البعاد فسهلُ ... كل خطب سوى النَّوَى والبعاد)
(كنت فِي غَفلَة من الْبَين حَتَّى ... صَاح يَوْم الأثيل بالبين حادي)
(قد حللتم من مهجتي فِي السويداء ... وَمن مقلتي مَحل السوَاد)
(وبخلتم من الْوِصَال بإسعافي ... أما كُنْتُم من الأجواد)
(وبعثتم نسيمكم يتلافاني ... فَعَاد النسيم من عُوّادي)
(سُمتموني تجلداً واشتياقاً ... ومحال تجمع الأضداد)
(أبقاء بعد الْأَحِبَّة يَا قلبِي ... مَا هَذِه شُرُوط الوداد)
(ذاب قلبِي وسال فِي الدمع لما ... دَامَ من نَار وجده فِي اتقاد)
(مَا الدُّمُوع الَّتِي تحدرها الأشواق ... إِلَّا فتائت الأكباد)
(حبذا ساكنو فُؤَادِي وعهدي ... بهمُ يسكنون سفح الْوَادي)
(أَتَمَنَّى بِالشَّام أَهلِي بِبَغْدَاد ... وَأَيْنَ الشآم من بَغْدَاد)
(مَا اعتياضي عَن حبهم يعلم الله ... تَعَالَى إِلَّا بحب الْجِهَاد)
(واشتغالي بِخِدْمَة الْملك الْعَادِل ... محمودٍ الْكَرِيم الْجواد)
(أَنا مِنْهُ على سَرِير سروري ... راتع الْعَيْش فِي مُرَاد مرادي)
(قيدتني بِالشَّام مِنْهُ الأيادي ... والأيادي للْحرّ كالأقياد)
(قد وَردت الْبَحْر الخضم وخلفت ... مُلُوك الدُّنْيَا بِهِ كالثماد)
(هُوَ نعم الملاذ من نَائِب الدَّهْر ... وَنعم المعاذ عِنْد الْمعَاد)