وَمِنْهَا
(مَاتَ الرَّجَاء فَإِن أردْت حَيَاته ... ونشوره فارجُ الإِمَام المحييا)
(أقضى الْقُضَاة مُحَمَّد بن مُحَمَّد ... من لست مِنْهُ للفضائل محصيا)
(قاضٍ بِهِ قَضَت الْمَظَالِم نحبها ... وَغدا على آثارهن معفيا)
(يَا كاشفاً للحق فِي أَيَّامه ... غُررا يَدُوم لَهَا الزَّمَان مغطيا)
(لم تنعش الشَّهْبَاء عِنْد عثارها ... لَو لم تَجِد لطود حلمك مرسيا)
(رجفت لسطوتك الَّتِي أرسلتها ... نَحْو الطغاة لحد عزمك ممهيا)
(وتظلمت من شرهم فتململت ... عجل إجارتهاعليها مبقيا)
(أنفت من الثُّقَلَاء فِيهَا إِذا رمت ... أثقالها ورأتك مِنْهَا ملجيا)
(حَلَبُ لَهَا حلب المدامع مُسبل ... أَن لاقت الْخطب الفظيع المبكيا)
(وبعدل نور الدّين عاود أفقها ... من بعد غيم الْغم جوا مصحيا)
(أضحى لبهجتها معيدا بَعْدَمَا ... ذهبت وللمعروف فِيهَا مبديا)
(لأمورها متدبراً لشتاتها ... متألفاً لصلاحها مُتَوَلِّيًا)
(فالشرع عَاد بعدله مستظهراً ... وَالْحق عَاد بظله مستذرياً)
(والدهر لَاذَ بعفوه مُسْتَغْفِرًا ... مِمَّا جناه مطرقا مستحييا)