(وزاروا مصلّى عسقلان بأرعن ... يفِيض إِنَاء الْبر مِنْهُ ويفهق)
(وَكَانَت على مَا شَاهد النَّاس قبلكُمْ ... طرائق من شوك القنا لَيْسَ تُطرق)
(وَمَا عصمتهم مِنْك إِلَّا معاقل ... تأنوا على تحصينها وتأنقوا)
(جلبت لَهُم من سُورَة الْحَرْب مَا التقى ... بوادره سور عَلَيْهِم وَخَنْدَق)
(وأخربت من أَعْمَالهم كل عَامر ... يمر بِهِ طيف الخيال فَيُفَرق)
(أضفت إِلَى أجر الْجِهَاد زِيَارَة الْخَلِيل ... فأبشر أَنْت غازٍ مُوفق)
(وهيجت للبيت المقدّس لوعة ... يطول بهَا مِنْهُ إِلَيْك التشوق)
(تَنْشَق من ملقاك أعطر نفحة ... تطيب على قلب الْهدى حِين تَنْشَق)
(وغزوك هَذَا سُلم نَحْو فَتحه ... قَرِيبا وَإِلَّا رائد ومطرق)
(هُوَ الْبَيْت إِن تفتحه وَالله فَاعل ... فَمَا بعده بَاب من الشَّام مغلق)
ثمَّ دخلت سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مئة
واستفتحها صَلَاح الدّين رَحمَه الله تَعَالَى بِإِقَامَة الْخطْبَة فِي الْجُمُعَة الأولى مِنْهَا بِمصْر لبني الْعَبَّاس وَفِي الْجُمُعَة الثَّانِيَة خطب لَهُم بِالْقَاهِرَةِ وَانْقطع ذكر خلفاء مصر مِنْهَا وَتُوفِّي العاضد يَوْم عَاشُورَاء بِالْقصرِ وَانْقَضَت تِلْكَ الدولة بانتهاء مَا دَامَ لَهَا من الْعَصْر