مولَايَ قد رَأَيْت مَا قد حدث عنْدك من الطَّيرَة بِهَذَا الصَّبِي وَأي شَيْء لَهُ من الذَّنب وَبِمَ اسْتحق ذَلِك مِنْك وَهُوَ لَا ينفع ولايضر وَلَا يُغني شَيْئا وَهَذَا الَّذِي جرى عَلَيْك قَضَاء من الله تَعَالَى سُبْحَانَهُ وَقدر ثمَّ مَا يدْريك أَن هَذَا الطِّفْل يكون ملِكاً عَظِيم الصيت جليل الْمِقْدَار فعطفني كَلَامه عَلَيْهِ وَهَا هُوَ قد وقفني على مَا كَانَ قَالَه فتعجب الْجَمَاعَة من هَذَا الِاتِّفَاق وَحمد السُّلْطَان ووالده الله تَعَالَى سُبْحَانَهُ وشكراه
قلت ولعُمارة فِي نجم الدّين مدائح ومراثٍ مِنْهَا قَوْله
(ثغر الزَّمَان بِنَجْم الدّين مبتسم ... وَوَجهه بدوام الْعِزّ متسم)
يَقُول فِيهَا
(أضحى بك النّيل محجوبا ومعتمرا ... كَأَنَّمَا حلّ فِيهِ الحلّ وَالْحرم)
(جَاءَت بنوك وَشَمل الدّين منتثر ... فقارعوا عَنهُ فَهُوَ الْيَوْم مُنْتَظم)
(وَمَا درى أحدُ من قبل رُؤْيَتهمْ ... أَن الحظوظ بلثم الأَرْض تقتسم)
(نَامَتْ عُيُون الورى فِي عدل سيرتهم ... كَأَن يقظتنا فِي عصرهم حلم)
(والناصر ابْنك كَاف كلِّ معضلة ... إِذا الْحَوَادِث لم يُكشف لَهَا غمم)
(أعز بالبأس وَالْإِحْسَان حوزتنا ... فَلم يُلّم بِنَا خوف وَلَا عدم)
(تَبَسم الدّست من أَيُّوب عَن ملك ... تنحطّ عَن قدره والأقدار والهمم)
وَقَالَ فِي مرثيته
(هِيَ الصدمةُ الأولى فَمن بَان صبره ... على هول ملقاها تضَاعف أجره)