(أجيروا من الْبلوى فُؤَادِي فعندكم ... ذمام لَهُ يَا سادتي وَجوَار)
وَقلت وَقد نزلنَا بالفقيع
(رَأَيْتنِي بالفقيع مُنْفَردا ... أضيع من فقع قاعها الضائع)
(بِعْت بِمصْر دمشق عَن غرر ... مني فيا غبن صَفْقَة البَائِع)
(صبْري والقلبُ عاصيان وَمَا ... غير همومي وأدمعي طائع)
وَقلت بالفوّار
(تحّدر بالفوّار دمعي على الفوْر ... فَقلت لجيراني أجيروا من الْجور)
(وأصعب مَا لاقيت أَنِّي قَانِع ... من الطيف مذ بنتم بزور من الزُّور)
وَقلت بالزرقاء
(ولمَ أنسَ بالزرقاء يَوْم وداعنا ... أنامل تدمى حيْرةً للتندم)
(أعدتُك يَا زرقاء حمراءَ إِنَّنِي ... بكيتك حَتَّى شيب ماؤك بِالدَّمِ)
(تَأَخّر قلبِي عِنْدهم مُتخلفا ... وخالفتهمُ فِي عزْمتي والتقدم)
(فياليت شعري هَل أَعُود إِلَيْهِم ... وَهل لَيْت شعري نافعٌ للمتيم)
قَالَ وَقلت وَقد عبرنا على مسالك قريبَة من قلعة الشوبك وفيهَا تخطف الفرنج القاصدين إِلَى مصر
(طَرِيق مصر ضيّق المسْلك ... سالكه لَا شكّ فِي مهلك)
(وَحب مصر صَار حبا لمن ... أوقعه فِي شَبكَ الشوبك)
(لكنما من دونهَا كعبة ... محجوجة مبرورة المنسك)