فَجمع أَمْوَالًا وَرجع إِلَى مصر ثمَّ أَرَادَ الرُّجُوع فَمَنعه الْعَادِل ثمَّ خلصه فرخشاه فَرجع وَفتح بِلَاد فزّان بأسرها
قَالَ الْعِمَاد ثمَّ خرج السُّلْطَان إِلَى موج فاقوس من اعمال مصر الشرقية لإرهاب العدوّ وَهُوَ يركب للصَّيْد والقنص والتطلع إِلَى أَخْبَار الفرنج لانتهاز الفرص واقترح عليّ أَن أمدح عز الدّين فرخشاه بقصيدة موسومة ألزم فِيهَا الشين قبل الْهَاء فَعمِلت ذَلِك فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة فَقلت
(مولَايَ عزَّ الدّين فرخشه ... الدَّهْر من يرجك لَا يخشه)
(تَلقاهُ سمح الْكَفّ دفاقها ... طلق المحيَّا كرماً بشه)
(إِن شِئْت فوتاً بالرّدى فالقه ... أَو شِئْت فوزاً بالعلا فاغشه)
(يديم بِالْأَيْدِي وبالأيد فِي ... حَرْبِيّ لهاه والعدى بطشه)
(كم ملكٍ عاداكم لم يبت ... إِلَّا جعلتم عَرْشه نعشه)
(خوفتم الشّرك فَلَا قمصه ... أمنتم يَوْمًا وَلَا فنشه)
(أورثك السؤدد يَا ابْن الْعلَا ... والدك السَّيِّد شاهنشه)
وَقَالَ فِي الخريدة كُنَّا مخيمين بمرج فاقوس مصممين على الْغُزَاة إِلَى غَزَّة وَقد وصلت أساطيل ثغرى دمياط والإسكندرية بسبي الْكفَّار وَقد أوفت على ألف رَأس عدَّة من وصل فِي قيد الأسار فَحَضَرَ ابْن رَوَاحَة