لَا نوبَة الأقلام وَفِي سلامتنا سَلامَة الْإِسْلَام وَالْوَاجِب على كل منا أَن يلْزم شغله وَلَا يتَعَدَّى حَده وَلَا يتَجَاوَز مَحَله لَا سِيمَا ونواب الدّيوان قد اسْتَأْذنُوا فِي العودة وأظهروا قلّة العِدّة وأظهرت سرّي للْمولى الْأَجَل الْفَاضِل فسره إشفاقاً عليّ وإحساناً إلىّ وَكَانَ السّلطان أَيْضا يُؤثر إيثاري ويختار اخْتِيَاري فَقَالَ لي أَنْت مَعنا أَو عزمت أَن تدعنا وَلَا تتبعنا فَقلت الْأَمر للْمولى وَمَا يختاره لي فَهُوَ أولى فَقَالَ تعّود وَتَدْعُو لنا وتسأل الله أَن يبلغنَا فِي النَّصْر سؤلنا
وَكنت قد كثبت أبياتا إِلَى المخدوم الْفَاضِل وَنحن بالمبرز فِي الْعشْرين من الشَّهْر
(قيَل فِي مصر نائلٌ عدد الرمل ... ووفرْ كنيلها الموفور)
(فاغتررنا بهَا وسرّنا إِلَيْهَا ... ووقعنا كَمَا ترى فِي الْغرُور)
(وحظينا بالرّمل والسيّر فِيهِ ... ومنعنا من نيلها الميسور)
(وبرزنا إِلَى المبرز نشكو ... سدرا من نزولنا بالسدير)
(قيل لي سِر إِلَى الْجِهَاد وماذا ... بالغٌ فِي الْجِهَاد جهدُ مسيري)
(لَيْسَ يقوى فِي الْجَيْش جأشي وَلَا قوسي ... يرى موترا إِلَى موتور)
(أَنا للكتب لَا الْكَتَائِب إقدامي ... وللصُّحف لَا الصفاح حضوري)
(كَاد فضلي يضيع لَوْلَا اهتمام الْفَاضِل ... الفائض النّدى بأموري)