(الْعَيْش دَان جناه الغضّ عنْدكُمْ ... والقلبُ محترقُ مني بجمر غضا)
(مَا كنت أَعهد مِنْكُم ذَا الْجفَاء وَلَا ... حسبت أنّ ودادي عنْدكُمْ رُفضا)
(قد أظلم الْأُفق فِي عَيْني لغيبتكم ... فَإِن أَذِنت لشخصي فِي الْحُضُور أضا)
(وَلست أول صبّ من أحبتَّه ... لمَّا جفوا مَا قضى أوطاره وَقضى)
(مُروا بِمَا شِئْتُم من محنة وأذىً ... فقد رَأَيْت امْتِثَال الْأَمر مفترضا)
(طُوبَى لكم مصرُ والدارّ الَّتِي قضيت ... فِيهَا المآرب والعيش الَّذِي خُفضا)
(بعيشكم إِن خلوتم بانبساطكم ... تَذكرُوا ضجراً بالعيش منقبضا)
(رَضِيتُمْ سَفَرِي عَنْكُم وأعهدكم ... بسفرتي عَنْكُم لَا تظْهرُونَ رضَا)
(هلا تكلَّفتم قولا أُسرُّ بِهِ ... هَيْهَات جوهركم قد عَاد لي عرضا)
(تفضلوا واشرحوا صَدْرِي بقربكم ... أَو فاشرحوا لي ذَا الْمَعْنى الذَّي غمضا)
فَكتب إليَّ فِي جوابها أبياتاً مِنْهَا
(لَا تنسبوني إِلَى إِيثَار بعدكم ... فلست أرْضى إِذا فارقتكم عوضا)
(ولي ودادٌ تولَّى الصّدق عقدته ... فَمَا ترَاهُ على الْأَيَّام منتقضا)
(يلقاك قلبِي على سبل العتاب لَهُ ... بِصِحَّة لَيْسَ يخْشَى بعْدهَا مَرضا)
(وصرت كالدَّهر يجنى أَهله أسفا ... ويلتقي من عتاب المذنب المضضا)
قَالَ ثمّ ودّعت وعُدْت ونهضوا وَقَعَدت