الْعِمَاد وَفِيه قد عرف اختصاصنا من الطَّاعَة والعبودية للدَّار العزيزة النَّبَوِيَّة بِمَا لم يخْتَص بِهِ أحد وامتدت الْيَد منا فِي إِقَامَة الدعْوَة الهادية بِمصْر واليمن وَالْمغْرب بِمَا لم تمتد إِلَيْهِ يَد وأزلنا من الأقاليم الثَّلَاثَة ثَلَاثَة أدعيا وخلفناهم للردى حَيْثُ دعوا بِلِسَان الغواية خلفا
وَلَا خَفَاء أَن مصر إقليم عَظِيم وبلد كريم بقيت مئتين وَخمسين سنة مضيمة وعانت كل هضيمة وعاينت كل عَظِيمَة حَتَّى أنقذها الله عز وَجل بِنَا من عبيد بني عبيد وأطلقها بمطلقات أعنتنا إِلَيْهَا من عناء كل قيد وفيهَا شيعَة الْقَوْم وهم غير مأموني الشَّرّ إِلَى الْيَوْم
وَطَوَائِف أقاليم الرّوم والفرنج من الْبر وَالْبَحْر بهَا مطيفة فَمن حَقّهَا أَن يتوفر عسكرها فَلَو حصل وَالْعِيَاذ بِاللَّه فتق لأعضل رتقه واتسع على الراقع خرقه
واحتجنا لحفظ بِلَاد الشَّام وثغور الْإِسْلَام إِلَى اسْتِصْحَاب الْعَسْكَر الْمصْرِيّ إِلَيْهَا وَله مُدَّة خمس سِنِين فِي بيكارها منتقما من كفارها متحملا لمشاقها على غلاء أسعارها
وَإِنَّمَا أحْوج إِلَى ذَلِك أَن بِلَاد هَذَا الثغر قد اقتطعت عَنهُ وعساكرها أخذت مِنْهُ وَكَانَت فِي تولي نور الدّين رَحمَه الله
ثمَّ ذكرهَا كَمَا سبق ففوضت إِلَيْهِ كَمَا سَيَأْتِي
وَقَالَ ابْن الْأَثِير توفّي سيف الدّين يَوْم الْأَحَد ثَالِث صفر سنة سِتّ وَسبعين وَكَانَ مَرضه السل وَطَالَ بِهِ
قَالَ وَمن الْعَجَائِب أَن النَّاس لما خَرجُوا يستسقون بالموصل سنة