ورثى الْعِمَاد صَاحبه بقصيدة مِنْهَا
(أرى الْحزن لَا يجدي على من فقدته ... وَلَو كَانَ فِي حزني مزِيد لزدته)
(تَغَيَّرت الْأَحْوَال بعْدك كلهَا ... فلست أرى الدُّنْيَا على مَا عهدته)
(عقدت بك الآمال بالنجح واثقا ... فَحلت يَد الأقدار مَا قد عقدته)
(وَكَانَ اعتقادي أَنَّك الدَّهْر مسعدي ... فخانتني الْأَيَّام فِيمَا اعتقدته)
(أردْت لَك الْعُمر الطَّوِيل فَلم يكن ... سوى مَا أَرَادَ الله لَا مَا أردته)
(وداع دَعَاني باسمه ذَاكِرًا لَهُ ... فأطربني ذكر اسْمه فاستعدته)
(فقدت أحب النَّاس عِنْدِي وَخَيرهمْ ... فَمن لائمي فِيهِ إِذا مَا نشدته)
قَالَ ورثيته ببيتين وَذكرت العناصر الْأَرْبَعَة فِي وَاحِد مِنْهُمَا
(لهفي على من كَانَ صبحي وَجهه ... فعدمت حِين عدمته أنواره)
(سكن التُّرَاب وغاض مَاء حَيَاته ... مذ أطفات ريح الْمنية ناره)
قَالَ ابْن أَبى طي وَفِي هَذِه السّنة سَافر قراقوش إِلَى قابس
فَذكر محاصرته لجملة من القلاع وَقَتله جمَاعَة من البربر وَمِمَّا ذكره أَنه أسر جمَاعَة على حصن وَأمر بِقَتْلِهِم وَفِيهِمْ صبي أَمْرَد فبذل فِيهِ أهل القلعة عشرَة آلَاف دِينَار على أَن لَا يقْتله فَأبى فزادوه إِلَى مئة ألف فَأبى وَقَتله