وتقول: أيُّها تشاءُ, فهي -هاهنا- موصولةٌ, كأنك قُلتَ: الذي تشاءُ لك, فإن زدتَ ألفاءَ, فقلت: فلكَ, جاز فيه ثلاثةُ أوجهٍ: الاستفهامُ, والجزاءُ, والصلةُ, فتقولُ في الاستفهام: أيها تشاءُ فلكَ؟ , وفي الجزاءِ: أيها تشأ فلكَ, وفي الصلةِ: أيُّها تشاءُ فلكَ.
وتقولُ: اضربْ أيُّهم أفضلُ, على معنى: اضربْ الذي هو أفضلُ, إلا أنَّه يحسنُ حذفُ (هُو) من: أيِّ, ولا يَحسنُ من: الذي؛ لأنَّ أياً أشدُّ اقتضاءً للبيانِ من: الذي, وأمكنُ في ذلك بأمرينِ:
أحدهما: دورُها في اقتضاءِ البيان.
والآخرُ: الإعرابُ الذي فيها يقتضي البيانَ عن معنى المفعول.
فاحتملتْ حذفَ (هُوَ) من الصلةِ بما لا يحتملُه: الذي؛ لهذه العلةِ.
وفي التنزيل: {ثُمَّ لَنَنزعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أيَّهُمْ أَشَدُّ علَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} مريم: ٦٩ , فقرأها الكوفيُّون بالنصبِ على حذفِ: هُوَ, وحسُنَ ذلك فيها على ما بيَّنا, ولم يحسنْ في: الذي.
فأما الرفعُ على قراءة غيرهم؛ فلا يَحتاجُ إلى إضمارِ: هُوَ على مذهبِ الخليلِ ويونسَ؛ لأنَّ الخليل يجعلها في مخرجِ الاستفهام على جهةِ الحكايةِ, كأنَّه قيلَ: ثُمَّ للننزعنَّ منْ كلِّ شيعةٍ/ ٧٨ أبالقول: أيُّهم أشدُّ على الرَّحمن عِتيّاً,