فهذا على الحكايةِ, ولولا ذلك لنصبَ بـ (أبيتُ) , فقال: لا حَرجاً ولا محروماً, فهو مُضمَّنٌ بأنه قد قيلَ, ولو لم يكُنْ على الحكايةِ؛ لم يكن مُضمَّناً.
وعلةُ جوازِ البناءِ في: اضربْ أيُّهم أفضلُ, خروجُه عن نظائره بما يقتضي حذفاً يكونُ الباقي بعدهَ بمنزلةِ بعضِ الاسم, وبعضُ الاسمِ مبنيُّ, فجري مَجري: {مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ} الروم: ٤؛ منْ أجلِ الحذفِ الذي يقتضي تبقيةَ بعض الاسمِ, ولا يجوزُ ذلك في نظائره لعلَّةٍ قد اختصَّ بها, وهو ما ذكرنا.
ونظيرها في جوازِ الحذف لما فيها من اقتضاءِ البيانِ الحذفُ في جوابِ السَّؤالِ؛ لما فيه من اقتضاءِ البيانِ, فأيُّ مبنيٌّ على إجمالِ: ما, والجوابُ مبنيُّ على اقتضاءِ السُّؤالِ, فتقولُ على هذا: هاتِ أيُّها أحسنُ, ولا يجوزُ: هاتِ ما أحسنُ, حتّى تقولَ: هاتِ ما هُو أحسنُ.
ونظيرهُ قولُهم: يا أللهُ اغفر لي, في أنه لما خرجَ عن نظائره؛ جاز أنْ يخرجَ بمُقتضى ذلك الوجهِ.