ولم جاز: ما سرت حتى دخلت, ولم يجز: ما سرت حتى أدخل؟ وهل ذلك لأنها خارجة عن الموضع الذي تكون فيه ناصبة للفعل إلى الرفع, فلم تخرج عنه وبعدها الفعل المضارع إلا إلى ما يُشاكل الأصل, وهي هاهنا إذا دخلت على الفعل الماضي على خلاف تلك الجهة, وإنما دخلت على ماضٍ مع ماضٍ, فصارت بمنزلة: ما سرت فدخلت, فإذا دخلت على ما قد أمن أن تعمل فيه, خرجت عن حد أخواتها, وصارت على حكم آخر, وهو دخولها على الماضي, فهي إذا نقلت الفعل نقلين: إلى الاستقبال والغاية ناصبة, لأنها على قياس أخواتها من حروف النصب, وإذا كان الفعل المضارع بعدها للحال, صارت بمنزلة (إذن) إذا كان الفعل بعدها للحال, وإذا دخلت على الماضي, فليس يحتاج معها إلى أن يكون الأول سببًا للثاني, لأنها قد خرجت عن حد الغاية التي هي بمعنى: إلى أن, وعن المضارع الذي تصلح فيه الغاية, ألا ترى أنه يجوز: وقفت حتى طلعت الشمس, ولا يجوز: وقفت حتى تطلع الشمس؟ .
الجواب:
الذي يجوز في حتى التي يرتفع الفعل بعدها إجراؤها على الحال والسبب المؤدي إلى الفعل الذي بعدها, لأنها إذا كانت للحال لم يجز أن تنصب لخروجها عن حد أخواتها في النصب كخروج: إذن, وإذا كانت للسبب المؤدي