قيل له: يصح ذلك على معنى أنه: إذا انتفى الضلال لم يحتج إلى الأذكار, كقولك: قومته لئلا يسيء فتؤدبه, فهذا لم تكره أن تؤدبه, ولكن إذا انتفت الإساءة, استغني عن تأديبه.
ونظير ذلك في احتمال الأوجه الثلاثة: أعددته أن يميل الحائط فأدعمه, كأنك قلت: أعددته أن لا يميل الحائط فأحتاج إلى دعمه, وكذلك إن قدرته على: كراهة أن يميل الحائط فأدعمه, كأنك قلت: الإعداد لكراهة أن يميل الحائط وللدعم, والوجه الآخر: أعددته للميل إن وقع, على /١٢٤ أمعنى السبب, كقولك: الإشهاد للضلال إن وقع, على معنى السبب.
وقال بعض الحجازيين:
ما هو إلا أن أراها فجاءة ... فأبهت حتى ما أكاد أجيب
فيجوز فيه الرفع والنصب بالعطف على: أن أراها, والرفع أبلغ, لأنه أشد تحقيقًا لما يلحقه من أنه يبهت, كأنه قال: فأبهت لا محالة على هذا التأكيد ولم يجعله معلقًا بـ (أن أراها) في العطف, وكلا الوجهين حسن.
وقال ابن أحمر:
يعالج عاقرًا أعيت عليه ... ليلقحها فينتجها حوارا
فهذا رفع على وجهين: أحدهما: يعالج فينتج, والآخر: على الاستئناف.