وليس كذلك كل إبهام, لأن من الأسماء ما يستبهم بعمومه, فلا يجري مجرى الحرف, لأنه في طبقة تبعد من استبهام الحرف.
والأصل في الإبهام أن منه ما لا يظهر به شيء البتة, ولا يتخيل كقولك: جع, ومنه ما يتخيل كقولك: نعم, فيما يقع للجواب, ومنه ما يظهر ظهورًا ضعيفًا كقولك: الذي في الدار, ومنه ما يظهر أشد من هذا الظهور كقولك: أفضل, من غير أن تذكر: من كذا, فتجده كالناقص, ومنه ما يظهر على هذا النحو إلا أنه لا يقتضي متممًا كقولك: شيء, ومكان.
وكل هذه التي ذكرنا مبهمات إلا أن بعضها أشد /١٣٢ أإبهامًا من بعض, فمن, وما وأي, مبهمة إبهامًا يصلح أن يضمر معه (إن) , لأن إبهامها في المرتبة التي تلي الحرف.
وتقول: من يأتيني آتيه على تقدير: الذي يأتيني آتيه. و: من يأتني آته على تقدير: إن يأتني إنسان آته, فيصلح في هذا الموضع الصلة والجزاء.
وكذلك: ما تقول أقول, على تقدير: الذي تقول أقول, و: ما تقل أقل, على تقدير: إن تقل شيئًا أقل.
وكذلك: أيها تشاء أعطيك, على معنى: الذي تشاء أعطيك, وتنصب (أيا) بأعطيك, ويجوز: أيها تشأ أعطك, على الجزاء, وتقديره: إن تشأ شيئًا أعطك, فتنصب (أيها) بالفعل الذي يليه, ولا يجوز نصبه بالجواب, لئلا يختلط متعلق الشرط بمتعلق الجواب.