للجزاء, وعامل الاسم لا يدخل على عامل الفعل إذا كان لا يدخل على الفعل, لأن معناه في الاسم خاصة, فلا يدخل على الفعل, فسبيل (إن) مع الفعل كسبيل (لم) معه في أن عامل الاسم لا يدخل عليه, لأنه بمنزلة الدخول على الفعل, وعلى الجملة التي هي فعل وفاعل.
ولا يدخل عليها إذا كانت استفهامًا, لأن للاستفهام صدر الكلام, فالجزاء والاستفهام يمتنع كل واحد منهما أن يبني على عامل الاسم الذي يخرج الاستفهام عن صدر الكلام, ويخرج الجزاء عن أن يكون للفائدة.
ويصلح أن يقع الجزاء موقع الخبر, ويعمل فيه عامل الاسم في ذلك الموقع, ولا يعمل فيه في موقع الاسم المخبر عنه, لأن موقع الخبر للفائدة, وموقع المخبر عنه للبيان, والموقع الأول هو موقع المخبر عنه, والموقع الذي هو للبيان.
وتقول: إن من يأتيني آتيه, وكان من يأتيني آتيه, وليس من يأتيني آتيه, فيذهب الجزاء في كل هذا, وكذلك في: ما, وأي, كذهابه مع (إن) , لأنها مقدرة مع الأسماء التي يجازى بها.
والأسماء التي /١٣٤ أيجازى بها على وجهين: منها ما يصلح أن يخرج إلى معنى: الذي, ومنها ما لا يصلح.