فجازى بعد (لا) من أجل أنها تقع في حشو الكلام, فلا تمنع العامل أن يعمل فيما بعدها, حتى كأنها ليست في الكلام, فلما لم تمنع الجار, لم تمنع الجازم, لأن قياسهما سواء, وليست بمنزلة (ما) , لما بينا من حكم: ما.
وتقول: لا / ١٣٧ أإن أتيناك أعطيناك, ولا إن قعدنا عنك عرضت علينا.
وقال طرفة بن العبد:
ولست بحلال التلاع مخافة ... ولكن متى يسترفد القوام أرفد
فجازى: بمتى بعد: لكن, وقدره سيبويه على حذف الاسم, كأنه قال: ولكن أنا متى يسترفد, على القياس الذي تقدم ذكره في عوامل الأسماء, ولو أجاز ذلك, لأنه لا مانع في (لكن) لحرف الجزاء, لكان صوابا.
وقال العجير:
وماذاك أن كان ابن عمي ولا أخي ... ولكن متى ما أملك الضر أنفع