الجواب عن الباب الأول:
الذي يجوز في الجزاء الذي يدخل عليه ألف الاستفهام تقديم حرف الاستفهام عليه, لأنه ينقل معنى الجملة عن الخبر إلى الاستخبار, فهو أحق بصدر الكلام.
ولا يجوز أن يكتفى بمن وأخواتها عن حرف الجزاء وحرف الاستفهام في حال, لأن المعاني إذا اختلفت وجب أن يختلف اللفظ الدال عليها, فلذلك دخل ألف الاستفهام على الأسماء التي يجازى بها في قول: أمتى تشتمني أشتمك, وأمن يأتني أكرمه.
وتقول: أإن تأتني آتك /١٥١ ب, فيدخل حرف الاستفهام على (إن) كما يدخل على المبتدأ في قولك: أزيد منطلق؟
وتقول: أمن يقل ذاك أزره, وأيهم يأتك تكرمه؟
ويجوز إذا قال القائل: مررت بزيد, أن تقول: أزيد؟ ولا يجوز أن تقول: هل زيد؟ لأن الألف أم حروف الاستفهام, من أجل أنها ملازمة له, وليس كذلك (هل) , ومن أجل ذلك يصلح أن يدخل على (هل): أم, في قولك:
أم هل كبير بكى؟ ...
ولم يصلح أن تدخل على الألف, فلم يخل بها تضمن معنى الحكاية, لأنها أم في بابها, ويخل ذلك بهل لو ضمنته.