إذ, من قبل أن (إذ) تطلب أتم البيانين, وهو بيان الإضافة التي تصلح أن تعرف النكرة, وليس كذلك بيان الصلة والصفة, والبيان الذي تطلبه الألف دون البيان الذي يطلبه الموصول, لأن (الذي) اسم والألف حرف, فهذا أشد إبهامًا يكفي فيه من البيان ما هو أدنى مرتبة, وليس كذلك بيان الاسم, فهو على ثلاث مراتب: بيان الإضافة, وبيان الصفة, وبيان الحرف الذي يطلب معتمدًا من معنى يمكن أن يكون كائنًا, فلما جاز: الذي إن تأته يأتك زيد, كان في ألف الاستفهام أجوز.
ويونس يخالف في ذلك, ويقول: أإن تأتني آتيك, على: أآتيك إن تأتني, حتى يعتمد ألف الاستفهام على ما يحتمل الإيجاب.
وقبحه سيبويه, لأنه بمنزلة: إن تأتني آتيك, إذ كان حرف الاستفهام يصلح أن يكتفي ببيان الجزاء.
قال الشيخ: وهو الصواب على ما بينا من العلة.
وفي التنزيل: {أَفَإِينْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} , فهذا قد جاء على اعتماد الجزاء, وهو شاهد بين على قول سيبويه, ولو لم يكن يصلح أن تعتمد الألف على