وتقول: لاتدن من الأسد يأكلك, أي: فإنه يأكلك, ولا يجوز بالجزم, من قبل أنه يجعل تبعده من الأسد سببًا لأكله, وهذا لا يكون ولا يصح أن يقدر على: لا تدن من الأسد فإنك إن تدن منه يأكلك, من أجل أن المطلوب منه الانتهاء بالتباعد, فإنما يقدر الجواب بذلك المطلوب.
ويجوز: لاتدن من الأسد فيأكلك, لأنه صرف عن معنى النهي إلى معنى: لا يكون دنو من الأسد فأكل, كما تقول: لا يكن إعطاء زيد فعمرو.
وتقول: ما أتيتنا فتحدثنا, على الصرف, ولا يجوز: ما أتيتنا تحدثنا, على جواب النفي بالجزم.
وقال بعض العرب: لا تذهب به تغلب عليه, بالرفع, فهذا شاهد على: لا تدن من الأسد يأكلك.
وتقول: ذره يقل ذاك, بالجزم على الجوب, ويجوز: ذره يقول ذلك, على الحال, والاستئناف.