ثم للحروف العربية فروع توجد في اللفظ دون الكتابة مستحسنة ومستقبحة، تبلغ بها الحروف العربية سبعة وأربعين حرفا، ولا يوجد ذلك في لغة أمة من الأمم، أضربنا عن ذكرها لعدم تعلّقها بالخط الذي نحن بصدده؛ وبالله المستعان.
الجملة الثالثة في بيان جهة ابتداءات الحروف
واعلم أن أصحاب الأقلام اختلفوا باعتبار مقاصدهم في البداءة بالحروف.
فمنهم من يبدأ من اليمين إلى اليسار كالعرب والعبرانيين والهنود وأهل الطبيعة والسّريانيين، آخذا فيه على سير الفلك من المشرق إلى المغرب، والمشرق عندهم يمين الفلك ويقال له: مأخذ «١» كوريّ، وقيل: لأن فيه الاستمداد من الكبد إلى القلب.
ومنهم من يبدأ من اليسار إلى اليمين كالرومية واليونانيّة والقبطية، وفنّ من الفارسية، آخذا فيه على سير الكواكب السبعة السيارة من المغرب إلى المشرق.
ويقال له: مأخذ دوريّ؛ وقيل: لأنه ناشيء عن حركة القلب إلى الكبد.
الجملة الرابعة في كيفية ترتيب الحروف
واعلم أن ترتيب الحروف على ضربين: مفرد ومزدوج؛ وبين أهل الشرق وأهل الغرب في كل من النوعين خلاف في الترتيب.
أما المفرد فأهل الشرق يرتبونه على هذا الترتيب:
أب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ ولا ي وأما أهل الغرب فإنهم يرتبونه على هذا الترتيب: