(ومنها) توصل مع بما إذا كانت زائدة، وتقطع إذا كانت موصولة، قاله ابن قتيبة.
(ومنها) توصل في بمن في موضعين:
الموضع الأوّل- توصل بمن الاستفهامية دائما، نحو قولك: فيمن تفكر؟
ولكن لا تحذف الياء منها كما حذفت النون من عن ومن، إذ لا إدغام هنا.
الموضع الثاني- توصل بما إذا كانت موصولة في الغالب، نحو: فكّرت فيما فكّرت فيه، ولا تسقط الياء على ما مرّ. ويجوز في هذه الحالة فصلها، فتفصل «في» عن «ما» . وتكتب على هذه الصورة «في ما» . وكذلك توصل بما إذا كانت استفهامية، نحو قوله تعالى: فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها
«١»
ولا تحذف ياؤها كما تقدّم.
أما مع إذا اتصلت بما أو بمن، فإنها تكتب منفصلة. قاله ابن قتيبة.
قال بعض النحاة: أظنّ سبب ذلك قلة الاستعمال، وإلا فما الفرق بين مع وبين في. قال: وقد يمكن أن يفرق بينهما في الاسمية، فإن في لا تكون إلا حرفا، ومع إن تحرّكت كانت اسما، وإن سكنت، فخلاف والأصح الاسمية، وأيضا فإنها تنفصل مما بعدها.
(ومنها) توصل الحروف النواصب للاسم، الروافع للخبر، إذا دخلت على ما الزائدة نحو: إنما وكأنما وليتما، فتكتب إنّ وكأنّ وليت متصلات بما، نحو: إنما فعلت كذا، وإنما كلّمت أخاك، وإنما أنا أخوك، وكأنما وجهه قمر، وليتما هذا الشيء لي، ونحو ذلك. فإن كانت ما موصولة، كتبت مفصولة، نحو:
إنّ ما قلت لحقّ، وكأنّ ما حدّثت صحيح، وليت ما لك لي. على أنه قد جاء في القرآن كثير من ذلك متصلا. وزعم بعضهم أنه لم يأت في القرآن مفصولا إلا قوله تعالى في الأنعام: إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ
«٢»
. وقد كتبوا في المصحف: