يتخرّق الماء في مواضع من أعالي بيوتها التي لا يرقى إليها إلا بالدرج العلية؛ وحولها جبال شاهقة، صحيحة الهواء، خفيفة الماء، ذات أشجار وكروم ومروج ومواش، وميناها مينا جليلة، تهوي إليها وفود البحر الروميّ وترسو بها مراكبهم، وتباع بها بضائعهم. وهي بلدة متجر وزرع، كثيرة الفائدة. وقد تقدّم في الكلام على عجائب الشام أن داخل البحر بالقرب منها على نحو رمية حجر عن البر عينا فوّارة عذبة الماء تطفو على وجه الماء قدر ذراع أو أكثر، يتبين ذلك عند سكون الريح.
الجملة الثانية في نواحيها وأعمالها
قال في «التعريف» : وحدّها من القبلة جبل لبنان ممتدّا على ما يليه من مرج الأسد، حيث يمتدّ النهر العاصي؛ وحدّها من الشّمال قلاع الدّعوة؛ وحدّها من الغرب البحر الروميّ. وأعمالها على قسمين:
القسم الأول الأعمال الكبار التي يكاتب نوّابها عن الأبواب السلطانية؛ وهي على ضربين
الضرب الأول مضافاتها نفسها، وهي ست نيابات
الأول- (عمل حصن الأكراد) - بإضافة حصن واحد الحصون إلى الأكراد الطائفة المشهورة؛ وهي قلعة من جند حمص، موقعها في الإقليم الرابع.
قال في «تقويم البلدان» : والقياس أن طولها ستون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها أربعة وثلاثون درجة. قال في «المشترك» : وهي قلعة حصينة مقابل حمص من غربيها، على الجبل المتصل بجبل لبنان نحو مرحلة من حمص. قال في «التعريف» : وهي حصن جليل وقلعة شمّاء، لا تبعد منها السماء. قال:
وكانت محل النيابة ومقرّ العسكر قبل فتح طرابلس.