الثاني- الشاميّ. وهو ما بين الشرق والشمال، سمّي بذلك لمسامتته بعض بلاد الشام، وداخله باب المطلع إلى سطح الكعبة.
الثالث- الغربيّ. وهو ما بين الشمال والغرب، سمي بذلك لمسامتته بلاد المغرب، ولو سميّ بالمصريّ لكان جديرا به لمسامتته بلاد مصر.
الرابع- اليماني. وهو ما بين الغرب والجنوب، سمي بذلك لمسامتته بلاد اليمن ولذلك خففت الياء في آخره نسبة إلى اليمن. وقال ابن قتيبة: سميّ بذلك لأنه بناه رجل من اليمن يقال له ابن أبي سالم، وقد يطلق عليه وعلى ركن الحجر الأسود اليمانيان، وعلى الشاميّ والغربيّ الشاميّان تغليبا.
ثم بين ركن الحجر الأسود وبين الركن الشاميّ أربعة وعشرون ذراعا، وبالقرب من الركن الأسود في هذا الجدار باب الكعبة على أربعة أذرع وشيء من الأرض يرقى إليه بدرج من خشب توضع عند فتح الباب؛ والملتزم بين الركن الأسود والباب الشرقيّ؛ وبالقرب من الركن الشاميّ منه مصلّى آدم عليه السلام.
وهذا الجدار مقسوم بثلاث جهات:
الأولى- من الركن الاسود إلى باب الكعبة. وهي في جهة القبلة لأهل البصرة، والأهواز، وفارس، وأصبهان، وكرمان، وسجستان، وشمال بلاد الصّين وما على سمت ذلك.
الثانية- من الباب إلى مصلى آدم عليه السلام. وهي جهة القبلة لأهل الكوفة، وبغداد، وحلوان، والقادسيّة، وهمذان، والرّيّ، ونيسابور، ومرو، وخوارزم، وبخارا، ونسا، وفرغانة، والشاش، وخراسان، وما على سمت ذلك.
الثالثة- من مصلى آدم عليه السلام إلى الركن الشاميّ. وهي جهة القبلة لأهل الرّها، والموصل، وملطيّة، وشمشاط، والحيرة، وسنجار، وديار بكر، وأرمينية إلى باب الأبواب، وما على سمت ذلك.
وبين الركن الشاميّ والركن الغربيّ أحد وعشرون ذراعا، وبأعلى هذا