البلاد التي يجلب منها السّمّور والسّنجاب هي بلار المقدّمة الذكر. قال ابن النعمان: وتجّار بلادنا لا يتعدّون بلاد البلغار، وتجّار البلغار يسافرون إلى بلاي جقطاي، وتجار جولمان يسافرون إلى بلاد بوغزه، وهي في أقصى الشّمال ليس بعدها عمارة سوى برج عظيم من بناء الإسكندر على هيئة المنارة العالية، ليس وراءه مذهب لأحد إلا الظلمات، فسئل عن الظلمات فقال: صحار وجبال لا يفارقها الثّلج والبرد، ولا تطلع عليها الشمس، ولا ينبت فيها نبات، ولا يعيش فيها حيوان، متصلة ببحر أسود لا يزال يمطر، الغيم منعقد عليه.
واعلم أن صاحب «تقويم البلدان» قد ذكر عدّة أماكن من هذه المملكة سوى ما تقدّم ولم ينسبها إلى إقليم.
(منها) كومّاجر- بضم الكاف وسكون الواو والميم المشدّدة وألف وجيم وراء مهملة- وهي مدينة قريبة من الوسط ما بين باب الحديد والأزق، شرقيّ الأزق وغربيّ باب الحديد.
(ومنها) مدينة لكز- بفتح اللام وسكون الكاف وفي آخرها زاي معجمة- وهي مدينة يسكنها جنس من الترك يقال لهم اللكزى، وهم في الجبل الفاصل بين تتر مملكة بركة، وتتر مملكة هولاكو.
(ومنها) بلاد القيتق- بفتح القاف وسكون المثناة تحت وفتح المثناة من فوق وفي آخرها قاف ثانية، وهم جنس من الترك يسكنون الجبل المتصل باللّكز من شماليه. قال في «تقويم البلدان» وهم قطّاع طريق، وجبلهم متحكم على باب الحديد.
قلت: وهذه المملكة أوسع من أن يحاط ببلادها، وفيما ذكرناه مقنع لمن تأمله.
الجملة الثالثة في ذكر الأنهار العظام والبحيرات الواقعة في هذه المملكة
أما الأنهار فقد ذكر في «مسالك الأبصار» أن بهذه المملكة سيحون