والعرض ستّ وعشرون درجة وعشرون دقيقة، وهي على طرف من البرّ داخل في البحر أربعين ميلا، وفي جانبها الشّمالي نهر يأتي من الشرق من جبل لمطة.
ومنها (قصر عبد الكريم) وضبطه معروف. وهي مدينة من الغرب الأقصى في أوائل الإقليم الرابع قال ابن سعيد: حيث الطول ثمان درج وثلاثون دقيقة، والعرض أربع وثلاثون درجة وأربعون دقيقة. وهي مدينة على نهر من جهتها الشّمالية، وهو نهر كبير تصعد فيه المراكب من البحر المحيط، وجانباه محفوفان بالبساتين والكروم. وكان قاعدة تلك الناحية قبلها مدينة اسمها (البصرة) يسكنها الأدارسة؛ فلما عمرت هذه المدينة صارت هي القاعدة.
ومنها (طنجة) بفتح الطاء المهملة وسكون النون وفتح الجيم ثم هاء في الآخر. وهي مدينة من أقاصي المغرب واقعة في الإقليم الرابع قال ابن سعيد:
حيث الطول ثمان درج وإحدى وثلاثون دقيقة، والعرض خمس وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. وهي مدينة على بحر الزّقاق، واتساع البحر عندها ثلث مجرى، فإذا شرّق عنها اتّسع عن ذلك. وهي مدينة أزليّة، واستحدث أهلها لهم مدينة على ميل منها على ظهر جبل ليمتنعوا بها، والماء ينساق إليها في قنيّ. قال في «مسالك الأبصار» : وكانت دار ملك قديم. وهي التي كانت قاعدة تلك الجهات قبل الإسلام إلى حين فتح الأندلس؛ وهي محطّ السّفن؛ وهي كثيرة الفواكه، لا سيما العنب والكمّثرى؛ وأهلها مشهورون بقلة العقل وضعف الرأي، على أن منها أبو الحسن الصّنهاجيّ الطّنجيّ، ترجم له في قلائد العقيان وأثنى عليه، وأنشد له أبياتا منها: (وافر) .
وقد تحمي الدّروع من العوالي ... ولا تحمى من الحدق الدّروع!
وكذلك أبو عبد الله بن محمد بن أحمد الحضرميّ القائل: (طويل) .
وضنّوا بتوديع، وجادوا بتركه ... وربّ دواء مات منه عليل!
ومنها (درعة) بفتح الدال وسكون الراء وفتح العين المهملات وهاء في الآخر. وهي مدينة من جنوبيّ المغرب الأقصى واقعة في الإقليم الثاني. نقل في