والبطرك، ناسبه من الألقاب ما فيه معنى التنسّك والتعبّد، وإن كان من الملوك ناسبه ما فيه معنى الشّجاعة والرّياسة والقيام بأمر دينه وتحمّله أعباء رعيّته وما في معنى ذلك. فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كتب إلى هرقل: «من محمّد رسول الله إلى هرقل عظيم الرّوم» وفي كتب السيرة أنه صلّى الله عليه وسلّم كتب إلى كسرى:
«من رسول الله إلى كسرى عظيم فارس» وأنه كتب إلى المقوقس: «من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط» فعبّر عن كلّ من الملوك الثلاثة بعظيم قومه لمناسبة ذلك لهم.
وبالجملة فالألقاب التي تكتب إليهم على ضربين:
الضرب الأوّل (الألقاب المذكّرة، وهي نمطان)
النمط الأوّل (المفردة)
وأكثر ما تبنى على صفات الشّجاعة وما في معناها. وهذه جملة منها مرتبة على حروف المعجم أيضا، مقفّاة عليها.
حرف الألف
(الأسد) من الألقاب التي اصطلح عليها بمعنى الشجاعة، وهو في الأصل للحيوان المفترس، ثم استعمل في الرجل الشجاع مجازا لعلاقة ما بينهما من الشّجاعة.
(الأصيل) من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم أيضا، وقد تقدّم في الكلام على الألقاب الإسلامية نقلا عن «عرف التعريف» أنه يختصّ بكلّ من له ثلاثة آباء في الرياسة، وحينئذ فيكون هنا مختصا بمن له ثلاثة آباء في الملك، على أنهم الآن لا يقفون مع ذلك بل يراعون من له أدنى نسب.
(الانجالوس) من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وهي لفظة