ومن كفر جاهدناه في الله أبدا، وكان قتله علينا يسيرا؛ أقول هذا وأستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات والسلام عليكم» .
فقام الزبرقان بن بدر التميمي «١» فقال:
نحن الكرام فلا حيّ يفاخرنا ... منّا الملوك وفينا تنصب البيع
وكم قسرنا من الأحياء كلّهم ... عند النّهاب وفضل العزّ يتّبع
ونحن نطعم عند القحط مطعمنا ... من الشّواء إذا لم يونس القزع «٢»
وهي أبيّات.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، لحسّان بن ثابت «قم فأجب الرجل فيما قال» فقال حسان رضي الله عنه:
إنّ الذّوائب من فهر وإخوتهم ... قد بيّنوا سنّة للنّاس تتّبع
يرضى بها كلّ من كانت سريرته ... تقوى الإله وكلّ الخير يصطنع
قوم إذا حاربوا ضرّوا عدوّهم ... أو حاولوا النّفع في أشياعهم نفعوا
سجيّة تلك منهم غير محدثة ... إن الخلائق فاعلم شرّها البدع
إن كان في الناس سبّاقون بعدهم ... فكلّ سبق لأدنى سبقهم تبع
لا يرقع الناس ما أوهت أكفّهم ... عند الدّفاع ولا يوهون ما رقعوا
أكرم بقوم رسول الله شيعتهم ... إذا تفاوتت الأهواء والشّيع
وهي أبيّات.
ويروى أن الزبرقان بن بدر قال:
أتيناك كيما يعلم الناس فضلنا ... إذا اختلفوا عند احتضار المواسم
فإنّا فروع الناس في كلّ موطن ... وأن ليس في أرض الحجاز كدارم
وإنا بدور «٣» العالمين إذا انتخوا ... ونضرب رأس الأصيد المتفاقم