البعير الأدرم «١» ، وأبى أن يقضي بينهما، فانطلقا إلى أبي جهل بن هشام، فأبى أن يقضي بينهما، فوثب مروان بن سراقة، بن قتادة، بن عمرو، بن الأحوص وكان مع علقمة فقال:
يا لقريش بيّنوا الكلاما ... إنّا رضينا منكم الأحكاما
فبيّنوا إذ كّنتم الحكّاما ... كان أبونا لهم إماما
وعبد عمرو منع الفئاما «٢» ... في يوم فخر معلم إعلاما
يحسن فيه الكرّ والإقداما ... ودعلج «٣» أقدمه إقداما
لولا الذي أجشمتهم إجشاما ... لا تّخذتهم مذحج أنعاما
فأبوا أن يقولوا بينهما شيئا، فأتيا غيلان بن سلمة بن معتب الثقفي «٤» فردّهما إلى حرملة بن الأشعر المري، فردّهما إلى هرم بن قطبة بن سنان الفزاري «٥» ، وإنهما ساقا الإبل معهما حتى أشتت وأربعت لا يأتيان أحدا إلا هاب أن يقضي بينهما، فوعدهما هرم إلى العام القابل، فأتيا للوعد، وقال لبيد وكان مع عامر يومئذ يرتجز:
يا هرم، وأنت أهل عدل ... هل يذهبنّ فضلهم لفضلي «٦»
إن يفخر الأحوص يوما قبلي ... ليذهبنّ أهله بأهلي
لا تجمعنّ شكلهم وشكلي ... ونسل آبائهم ونسلي
قد علموا أنّا كرام الأصل