ممشوقة القدّ غلاميّة ... موصوفة بالخلق الطّاهر
قد نهد الثّدي على نحرها ... في مشرق ذي صبح نائر
لو أسندت ميتا إلى نحرها ... عاش ولم ينقل إلى قابر
حتّى يقول الناس ممّا رأوا ... يا عجبا للميّت النّاشر
علقم ما أنت إلى عامر ... الناقض الأوتار والواتر
والفارس الخيل بخيل إذا ... ثار غبار الكبّة الثّائر
سدت بني الأحوص لم تعدهم ... وعامر ساد بني عامر
إنّ الّذي فيه تماريتما ... بيّن للسّامع والنّاظر
حكّمتموه فقضى بينكم ... أبلج مثل القمر الزّاهر
لا يأخذ الرّشوة في حكمه ... ولا يبالي غبن الخاسر
فأعجب الدهر متى سوّيا؟ ... كم ضاحك من ذا ومن ساخر؟
فاقن حياء أنت ضيّعته ... مالك بعد الشّيب من عاذر
ولست بالأكثر منهم حصىّ ... وإنّما العزّة للكاثر
أقول لمّا جاءني فخره ... سبحان من علقمة الفاخر!
علقم لا تسفه ولا تجعلن ... عرضك للوارد والصّادر
قد قلت قولا فقضى بينكم ... واعترف المنفور للنّافر
وعاش هرم حتّى أدرك خلافة عمر رضي الله عنه، فقال: يا هرم أيّ الرجلين كنت مفضّلا لو فعلت؟ فقال: لو قلت ذلك اليوم يا أمير المؤمنين، عادت جذعة «١» ، ولبلغت شعفات هجر «٢» - فقال عمر رضي الله عنه: «نعم مستودع السّرّ أنت يا هرم! مثلك فليستودع العشيرة أسرارهم، وإلى مثلك فليستبضع القوم أحكامهم» .
قال أبو عبيدة: ومات علقمة بحوران وهو والي عمر بن الخطاب. وأما