الوحا النّجاء النّجاء هيكل الساعة الساعة، إليّ إليّ عجّل، ثم يحرّك ناقته فيزعمون أنها تهتدي إلى الطريق حينئذ. قال الشاعر:
وآذن بالتّصفيق من ساء ظنّه ... فلم يدر من أيّ اليدين جوابها
يريد إذا ساء ظنّه بنفسه حين يضلّ.
ومنها الغول- كانوا يزعمون أن الغول تتراءى لأحدهم في الفلاة فيتبعها فتستهويه، وربما ادّعى أحدهم أنه قابلها وقاتلها قال تأبط شرّا:
ألا من مخبر فتيان فهم» ... بما لا قيت عند رحا بطان
بأنّي قد لقيت الغول تهوي ... بسهب كالصّحيفة صحصحان «٢»
فقلت لها كلانا نضو أرض ... أخو سفر فخلّي لي مكاني
فشدّت شدّة نحوي فأهوت ... لها كفّي بمصقول يماني
فأضربها بلا دهش فخرّت ... صريعا لليدين وللجران
ومنها ضرب الثور ليشرب البقر- كانوا يزعمون أنّ الجنّ تركب الثّيران فتصدّ البقر عن الشرب، فيضربون الثور ليشرب البقر؛ قال الشاعر:
كذاك الثّور يضرب بالهراوى «٣» ... إذا ما عافت البقر الظّماء
ومنها تعليق سنّ الثّعلب وسنّ الهرّة وحيض السّمرة- كانوا يزعمون أن الصبيّ إذا خيف عليه نظرة أو خطفة فعلّق عليه شيء من ذلك، سلم من آفته، وأن الجنية إذا أرادته لم تقدر عليه؛ قالت امرأة تصف ولدا:
كانت عليه سنّة من هرّة ... وثعلب والحيض حيض السّمرة