وإني وتركي ندى الأكرمين ... وقدحي بكفّيّ زندا شحاحا «١»
كمهريق ماء بالفلاة وغرّه ... سراب أذاعته رياح السمائم
مع تغيير إحدى القافيتين، ويقال في الثاني:
وإنك إذ تهجوا تميما وترتشي ... سرابيل قيس أو سجوف «٢» العمائم
كتاركة بيضها بالعراء ... وملبسة بيض أخرى جناحا
مع تغيير إحدى القافيتين حتّى يصح التشبيه للشاعرين جميعا.
المذهب الثالث- أن المراد بتنافر الكلمات أن تذكر لفظة
أو ألفاظا يكون غيرها مما في معناها أولى بالذكر، فتجيء الكلمة غير لائقة بمكانها، وهو ما أصطلح عليه ابن الأثير في «المثل السائر» . وهو على ضربين:
الضرب الأوّل: ما يوجد منه في اللفظة الواحدة فيمكن تبديله بغيره مما هو في معناه سواء كان ذلك الكلام نظما أو نثرا؛ وهو على أنواع شتّى:
منها فك الإدغام في غير موضع فكّه، كقول ابن أمّ صاحب «٣» :
مهلا أعاذل قد جرّبت من خلقي ... أني أجود لأقوام وإن ضننوا
ففك الإدغام في ضننوا، وكان الأحسن أن يقال: وإن ضنوا أي بخلوا.
وعلى حدّ ذلك ورد قول المتنبي:
فلا يبرم الأمر الذي هو حالل ... ولا يحلل الأمر الذي هو يبرم
فلو أدغم لجاءت اللفظة في مكانها غير قلقة ولا نافرة، وكذلك كل ما جاء على هذا النهج فلا يحسن أن يقال: بلّ الثوب فهو بالل، ولا سلّ السيف فهو سالل، ولا همّ بالأمر فهو هامم، ولا خط الكتاب فهو خاطط، ولا حنّ إلى كذا فهو حانن، وهذا لو عرض على من لا ذوق له أدركه، فكيف من له ذوق صحيح كأبي