فتى كان
شربا للعفاة ومرتعا ... فأصبح للهنديّة البيض مرتعا
المرتبة السادسة- أن يكون المصراع الأوّل معلّقا على صفة يأتي ذكرها في أوّل المصراع الثاني؛ ويسمّى التصريع المعلّق
. كقول امريء القيس:
ألا أيّها الليل الطّويل ألا انجلي ... بصبح وما الإصباح فيك بأمثل
فإن المصراع الأوّل معلق على قوله بصبح، وهو مستقبح في الصنعة.
المرتبة السابعة- أن يكون التصريع في البيت مخالفا لقافيته؛ ويسمّى التصريع المشطور
، وهو أنزل درجات التصريع وأقبحها. كقول أبي نواس:
أقلني قد ندمت على الذّنوب ... وبالإقرار عذت من الجحود
فإنه قد صرّع في وسط البيت بالباء ثم في آخره بالدال.
قلت: وإنما أوردت هذا الصنف مع السجع وإن كان من خصوصيات الشعر لأنه قد يقع مثله في النثر، إذ الفقرة من النثر كالبيت من الشعر، فالفقرتان كالبيتين، وأيضا فإن الشعر من وظيفة الكاتب.
الغرض الرابع في معرفة مقادير السّجعات في الطّول والقصر، وهي على ضربين
الضرب الأوّل السّجعات القصار
وهي ما صيغ من عشرة ألفاظ فما دونها، قال في «حسن التوسل» «١» : وهي تدل على قوّة التمكن وإحكام الصنعة، لا سيما القصير منها للغاية، وأقل ما يكون من لفظتين كقوله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ
«٢» .