الحمد لله الذي تقدّست ذاته عن التِدّ والمثال» وتغّالت صفاته. وتسامت أسماؤه» والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد مصدر الفضل والكمال. وعلى آله وصحبه وسلم؛ وبعد:
فقد كان للقرآن الكريم أكبر شأنٍ في حياة المسلمين: فهو هديهم في شريعتهم» والموجه لهم في حياتهم» فمن خلاله ينظرون إلى الكون والحياة والوجود. وهو في لغته وأسلوبه كنز للعربية يحفظها على مر الزمن؛ به توطدت دعائمهاء وقوي سلطانهاء ومن محكم تراكييه ورائع كلمه ودقيق ألفاظه تستمد مادتها؛ فنظمه على تصرّف وجوهه؛ وتباين مذاهبه خارج عن المعهود من نظام جميع كلام العرب .
فلا غرو أن يكون بعد ذلك موضع عناية المسلمين واهتمامهم ؛ فَحَوْلَهُ وتحت رايته ازدهرت ضُروبٌ من العلوم والفنون؛ وتتابعت أنواع التأليف فيه: في تفسيره وأحكامه؛ وبيانه وبلاغته؛ ولغته وإعرابه.
وهذه دراسة شاملة للفمل في القرآن الكريم في جميع قراءاته: المعنى والمبنى » والمجرّد والمزيد» والصّحيح والمعتل» واللازم والمتعدّي .
ٍ بدأات هذه الدراسة في (تلمسان) بالجزائر وكنت وقتها أستاذا مساعدا للنحو والصرف بجامعتها الفنيّة - ثم أشطات» ثم اسْتَوْتَ على سُوقها في (أبها) المصيف بالمملكة العربية السعودية»؛ وهي دراسة تقوم على اقتراء