وإن اتصل سطح بسطح دار أخرى, والملكان مختلفان, فالصحيح من المذهب: أن اختلاف الملكين لا يجري مجرى اختلاف الأبنية إذا كانت المواقف مستوية, إذ لا تأثير, لاختلاف الملك في الاتصال والانفصال من حيث المشاهدة, وإنما يؤثر في ذلك: اختلاف الأبنية عرفا وعادة, والشافعي: يعتمد العرف والعادة في الاتصال والانفصال, لأنه قال: وقرب ما يعرفه الناس قربا, ومعقول أن الرجلين, إذا وقفا في أرض مستوية وموقف أحدهما (٥-أ) ملك زيد, وموقف الآخر ملك عمرو, وهما متقاربان: لم يعد ذلك قطعا وفصلا.
وإذا كان أحدهما في الصفة, والآخر في البيت أو في صفة أخرى: كان ذلك في العرف والعادة افتراقا وانقطاعا, ولم يعرف ذلك اتصالا واجتماعا.
وجميع ما ذكرناه في المسائل: هو حكم الخانات أيضا.
وكان اختيار الشيخ القفال: أن الإمام إذا وقف في صحن الخان والمأموم في الرواق١ أو في بهو٢ الخان, أو وقف الإمام في الرواق من الخان والمأموم على رواق آخر: فصلاة المأموم باطلة, إذا لم تتصل الصفوف به أحد الاتصالين اللذين ذكرناهما.
ومذهب أبي حنيفة٣ أن صلاة المأموم صحيحة, وإن لم تتصل به الصفوف.
١- الرواق: بيت كالفسطاط يحمل على عمود واحد طويل ورواق البيت: مقدمه, وسقيفة للدراسة في المسجد أو معبد او غيرهما.
انظر: "المعجم الوسيط" (١/٣٨٣) .
٢- البهو: الواسع من الأرض, وكل هواء أو فجوة فهو عند العرب بهو.
انظر: "لسان العرب" مادة "بهو".
٣-هو: الإمام: فقيه الملة, عالم العراق, أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي التيمي الكوفي مولى بني تمم الله بن ثعلبة, ولد سنة ثمانين في حياة صغار الصحابة توفي ١٥٠هـ وله سبعون سنة رضي الله عنه ورحمه.
انظر: "سير أعلام النبلاء" (٦/٣٩٠) .