ولا ينبغي أن يفهم الواقف على هذا الموضع من قولنا: إن الحميدي يلزمه إبطال الحديث أن الأربعة الأصناف التي جعلها الحميدي في الثواب سواء، هي الأربعة الأقسام المذكورة في الحديث، فإن الصنفين الأولين من الأربعة الأصناف المتقدمة لا يدخلان النار.
فإن أحدهما ممن رجحت حسناته عند الحميدي.
والثاني: هو من تساوت حسناته وسيئاته، وهم أهل الأعراف.
وإذا كان هذان الصنفان لا يدخلان النار فهما خارجان عن الحديث، ويكون الصنفان الباقيان داخلين فيه، وهما:
١ - من رجحت سيئاته على حسناته.
٢ - ومن ليس عنده إلا اعتقاد الإسلام والنطق به مرة.
وهذا الصنف الأخير هو الذي يخرج برحمة الله تعالى لا بالشفاعة (١).
فيبقى لنا صنف واحد، وهو من رجحت سيئاته على حسناته، حتى لم يفضل له (٢) بعد القصاص إلا التصديق والنطق به (٣).
وهذا الصنف (٤) جعله الحميدي متساويا في التصديق، ولا يصح ذلك.
فإن هذا الصنف هو الذي تناوله الحديث، وجعله ثلاثة أقسام.
(١) قلت: ورحمة الله شفاعة، ومن الشفاعة رحمة الله، فلا تعارض.
(٢) ليس في (ب).
(٣) قدمت مرارا أن الإيمان عند السلف: اعتقاد وقول وعمل، وأن حصر الإيمان في التصديق القلبي هو قول جهم ومن تبعه.
(٤) في (ب): القسم.