فأخبروا أن الإيمان يغفر الله (١) به الذنوب ويجير صاحبه من العذاب، ومن للجن بمعرفة هذا، لولا أنهم تلقوه من النبي - عليه السلام - في حين الإنذار لهم كما سيأتي ذكر ذلك (٢) في موضعه، وكلما قلناه إنما هو في السورة نفسها لم يخرج عنها، وإذا التفتنا إلى السور المكية فنجدها تنطق بمآل المؤمنين والمشركين:
هذه سورة "لم يكن" أخبر الله فيها بمآل المؤمنين والمشركين والكفار من أهل الكتاب.
وهذه سورة القارعة أخبر الله فيها بحال من ثقلت موازينه وهم أهل الإيمان، وبحال من خفت موازينه وهم أهل الكفر.
وكذلك أخبر (٣) في سورة المؤمنين، وفي سورة الأعراف.
وجاء في سورة المدثر التي نزل أولها في أول ما نزل من القرآن ذكر سقر وما هي عليه، وذكر الجنة في قوله: {إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ} المدّثر: ٣٩ - ٤٠.
وفي النازعات: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} النازعات: ٣٧ - ٤١.
وفي سورة الانفطار: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} الإنفطار: ١٣ - ١٤.
(١) ليس في (ب).
(٢) في (ب): سيأتي ذكره.
(٣) في (ب): وكذلك فعل.